Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
قصة ثعلبة الانصاري واطلاق النظر وهل هي قصة صحيحة؟، وثعلبة هو صحابي من صحابة النبي محمّد، وقد نسبت إليه قصّة سنعرضها من خلال موقع كلمة، ونتبيّن من خلال هذا المقال مدى صحّة هذه القصّة.
قصّة الصّحابي ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري هي قصّة مختلف فيها وفي صحّتها، وهي قصّة قد حكم عليها بالضّعف من طرق، وبالوضع من طرق أخرى، وسنضع هذه القصّة بين أيديكم لتتبيّنوا أمرها. [1]
أمضى حياته في طاعة الله ورسوله، إليك: قصة جليبيب وكيف قضى حياته في طاعة الله ورسوله
كان ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري يعمل لدى النبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وفي يومٍ من الأيام، استعمل النبي ثعلبة في أمر من الأمور، فأرسله لقضائه، فبينما هو بباب أحد الأنصار رأى امرأة تغتسل، فأطال نظره إليها.
لكن سرعان ما أصاب الخوف قلب ثعلبة، فقد خشي أن ينزل الوحي على النبي، ويخبره بفعلته. [1]
وما بعث الله الأنبياء في الأمم إلّا ليحقّوا الحقّ ويبطلوا الباطل، إليك: قصة بقرة بني إسرائيل كاملة مكتوبة وشهادة المقتول
لمّا أصاب الخوف قلب ثعلبة لم يرجع للنبي محمّد، بل اتّجه تحو الجبال، وقرّر أن يختبئ فيها لكيلا يراه النبي، وبقي فيها ما يقارب أربعين يومًا، وقد كان الوحي قد انقطع عن النبي عليه السّلام حينها. [1]
وبعد مرور هذه المدّة نزل الوحي على النبي محمّد، وأخبره بأمر ثعلبة بن عبد الرحمن الذي جلس بين الجبال يستغفر ربّه، فأمر النبي كلّ من عمر وسلمان ليأتيا به. [1]
لم يرضَ الله أبدًا لعباده المخلصين إلّا بالنصر، إليك: قصة اهل الكهف مختصره وكيف لبثوا سنين طويلة بامر الله
فخرج عمر وسلمان يبحثان عنه، وبينما يبحث عمر عنه رأى راعيًا، فسأله إن كان يعلم شيئًا عن ثعلبة، فقال له الراعي: هل تقصد الرجل الهارب من النار؟ فسأله عمر ما أدراك أنّه هارب من النار؟ فقال له إنّه في كلّ ليلة يخرج وهو يناجي ربّه متمنّيًا لو أخذ روحه في الأرواح، وجسده في الأجساد، ولم يجرده لفصل القضاء، فقال عمر هذا هو، فاتّجه هو والراعي إليه، ولمّا وصلا عانق ثعلبة عمر، وسأله هل علم النبي ذنبي، فقال له عمر لا أعلم لكنّ النبي سألني عنك وأرسلني لآتي بك.[1]
وعندما وصل كلّ من عمر وسلمان إلى النبي برفقة ثعلبة طلب منهما ثعلبة أن يدخلاه والنبي يصلّي، فامتثلا لذلك، فلمّا فرغ من الصّلاة سألهما عن ثعلبة، فأشارا إليه، فسأله النبي عن سبب غيابه، فأجابه أنّ ذنبه هو السبب، فقال له النبي هل أدلّك على آية تمحو الذّنوب، فقال نعم، فقال له قل: { ربَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [2] فقال ثعلبة إنّ ذنبي أعظم، فأجابه النبي ألّا شيء أعظم من كلام الله، ثمّ أمره أن يذهب لبيته. [1]
وبعد مرور ثمانية أيّام أخبر سلان النبي أنّ ثعلبة قد ألمّ به مرض، وسأله إذا كان يريد أن يراه، فطلب النبي منه أن يأخذه إليه، فلمّا رآه وضع رأسه في حجره، فرفع ثعلبة رأسه، ولمّا سأله النبي قال له ثعلبة هذا الرأس مليء بالذّنوب، ثمّ سأله عمّا ألمّ به فأجابه بأنّه يشعر بدبيب نمل بين جلده وعظمه، ثمّ سأله عمّ يتمنّاه، فأجابه: مغفرة من الله، وبالفعل نزل الوحي بمغفرة الله له، وأعلمه النبي بذلك، ثمّ مات بعدها. [1]
إنّ هذه القصّة التي ذكرت في المقال السّابق بالرّغم من أنّها تحمل العبر والمواعظ، وتوضّح لطف الله بعباده وقبوله توبتهم إلّا إنّها قد جاءت بطريقين أحدهما ضعيف والآخر موضوع، وعليه فهي قصّة لا يؤخذ بها، فام تثبت على ثعلبة رضي الله عنه. [1]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال قصة ثعلبة الانصاري واطلاق النظر وهل هي قصة صحيحة؟، وقد وضعنا لكم من خلال المقال السّابق قصّة ثعلبة مع النبي محمّد غليه السّلام.