Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
بحث عن الإسراء والمعراج كامل التفاصيل جاهز للطباعة، فمع اقتراب اليوم الموافق لحادثة الإسراء والمعراج تكثر الأسئلة والاستفهامات حول هذه الليلة، وحول ما حدث فيها، وذلك لعظمة المعجزة الإلهية التي حصلت للنبي محمّد صلى الله عليه وسلّم، وفيما يلي سنطرح لكم القصّة كاملة بالتّفصيل.
لقد خصّ الله تعالى أنبياءه ببعض الأمور المعجزة التي لا تكون لأحدٍ غيرهم، فأجرى على أيديهم بعض المعجزات التي أثبتت أنّهم أنبياء مرسلون من عند إله قدير، وكان من جملة تلك المعجزات معجزة الإسراء والمعراج التي جرت للنبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
شاهد أيضًا: عبارات و صور الاسراء والمعراج احلى المعاني والكلمات
إنّ حادثة الإسراء والمعراج هي أحد أهم المعجزات التي حصلت للنبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولا سيّما أنّها جاءته بعد ما أصابه من حزنٍ وألمٍ كبيرين بسبب ما تعرّض له في تلك الفترة، فكانت جبرًا من الله لقلبه، وفيما يلي جميع تفاصيل هذه الرحلة:
لقد كان عام الحزن في السنة العاشرة من البعثة عامًا أليمًا حزن به النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم حزنًا كبيرًا، وذلك بسبب ما تعرّض له عليه الصّلاة وأتمّ التّسليم، إذ بدأ في بداية الأمر أوّلًا بفقد عمّه أبي طالب الذي كان يدافع عنه في وجه قريش، وحينها أصبحت قريش تتجرّأ على النبي.
ومن ثمّ توفّيت زوجته الأولى، والتي كانت أوّل من آمن به خديجة رضي الله عنها، فازداد حزن قلبه حزنًا، كما كان يعاني من تباطؤ انتشار الدّعوة الإسلامية، ولا سيّما حادثة صد أهل الطّائف له كلّ ذلك جعل من قلب النبي حزينًا متألّمًا، فأراد الله عزّ وجل أن يمسح هذا الحزن من قلب نبيه الكريم.
شاهد أيضًا: الاسراء والمعراج تهنئة مميزة بقلب صادق جميلة
فبدأت حادثة الإسراء والمعراج عندما دخل جبريل عليه السّلام على النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم بينما كان نائمًا، حيث انشقّ سقف البيت فجأة ودخل جبريل على النبي، ثمّ شقّ جبريل صدر النبي محمّد، وأخرج قلبه، وغسله بالذّهب، ثمّ غسله بماء زمزم، ثمّ ملأه إيمانًا ليتهيّأ إلى رحلة الإسراء والمعراج.
وقد ورد ذلك عن النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم في الحديث حين قال: “فُرِجَ عن سَقْفِ بَيْتي وأَنَا بمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وإيمَانًا، فأفْرَغَهُ في صَدْرِي، ثُمَّ أطْبَقَهُ”.
ثمّ جاء جبريل عليه السّلام بالمعجزة الثانية، وقد كانت دابة البراق، التي وصفها النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: “ثُمَّ أُتِيتُ بدابَّةٍ أبْيَضَ، يُقالُ له: البُراقُ، فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أقْصَى طَرْفِهِ”.
فلمّا اقترب النبي من البراق ابتعد عنه البراق، فخاطبه جبريل قائلًا أتفعل ذلك مع نبي الله محمّد؟ فسكن حتّى صعد عليه النبي.
بعد أن امتطى النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم دابة البراق، بدأت رحلة الإسراء، حيث أسري بالنبي محمّد من مكّة إلى المسجد الأقصى، فلمّا وصل إلى هناك نزل عن البراق، ثمّ ربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، ثمّ دخل إلى المسجد الأقصى.
عندما دخل النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم إلى المسجد الأقصى تفاجأ ممّا رأى، فقد وجد جموعًا غفيرةً من الناس داخل المسجد، فلمّا سأل جبريل عليه السّلام عن هؤلاء أجابه بأنّهم الأنبياء والمرسلون من آدم عليه السّلام حتّى عيسى.
ثمّ تقدّم جبريل بالنبي إلى الأمام ليؤمّ بالأنبياء، وبالفعل صلّى النبي ركعتين إمامًا بالأنبياء، ثمّ خرج جبريل والنبي من المسجد، وعندها جاء جبريل للنبي بإناءين إحداهما فيه خمر، والآخر فيه ماء، وفي ذلك الوقت لم يكن الخمر محرّمًا بعد، فوقع اختيار النبي محمّد على اللّبن، فأخبره جبريل أنّه هدي إلى الفطرة وأهدى أمّته معه.
شاهد أيضًا: قصة الاسراء والمعراج كاملة مكتوبة بسرد لطيف ورائعة
بعد ذلك اتّجه النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم إلى دابة البراق، فعرجت به من الأرض إلى السماوات السّبع، وعندما وصلت الدابة إلى السّماء الدّنيا طرق جبريل باب السّماء، فسأل عمّن معه، فأجاب بأنّه النبي محمّد عليه الصّلاة وأتم التسليم، ففتحت لهما أبواب السّماء.
فما إن فتحت أبواب السّماء حتّى رأى النبي محمّد صلى الله عليه وسلم رجلًا على يمينه أسودة، وعلى شماله أسودة، فإذا نظر إلى يمينه ضحك، وإن نظر عن شماله بكى، فسأل النبي جبريل عمّا رأى، فأخبره أنّه آدم عليه السّلام، وأما الأسودة فهم أبناؤه وذريته، وأصحاب اليمين هم أصحاب الجنة، أما أصحاب الشمال فهم أصحاب النار.
ثمّ عرج النبي بعدها إلى السّماء الثانية، فرأى عيسى بن مريم، ويحيى بن زكريا، ثمّ عرج إلى السّماء الثالثة، فرأى النبي يوسف عليه السّلام، وفي السّماء الرابعة رأى إدريس عليه السلام، وفي السماء الخامسة رأى هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة رأى موسى عليه السّلام، وفي السّماء السابعة رأى إبراهيم عليه السّلام، وقد استند إلى البيت المعمور، وهو بيت يدخله سبعون ألف ملاك كل يوم.
وكلّ نبي من الأنبياء الذين شاهدهم سيدنا محمد عليه الصّلاة والسّلام كان يحادثه ويكلّمه ويلقي عليه السّلام.
ثمّ عرج جبريل عليه السّلام بالنبي محمّد إلى سدرة المنتهى، وهناك فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على بال بشر، إذ يعجز الإنسان عم وصف ما فيها، وفي الحديث عنها قال النبي محمّد صلّى الله عليه وسلم: “رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وإذَا ورَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ، قَالَ: هذِه سِدْرَةُ المُنْتَهَى، وإذَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلتُ: ما هذانِ يا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ في الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ والفُرَاتُ”.
وبينما النبي وجبريل عند سدرة المنتهى، فإذا بجبريل يترك النبي ويصبح كالحلس البالي، فسأله النبي هل رأيت ربّك يا جبريل؟ فأخبره جبريل أنّ بينه وبين الله سبعين حجاب من نور، ولو اقترب من أحدها لاحترق.
ثمّ انقطعت جميع الأصوات حول النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، وخرج صوت من الذات الإلهية يطمئن قلب النبي محمّد، فقال له الله ليطمئن قلبك يا محمد، وحدّثه الله مطمئنًا قلبه الشّريف، وقد كان النبي يسمع في تلك الأثناء صرير الأقلام، إذ كانت الملائكة تكتب ما وكّل إليها.
وعندما كان النبي محمّد في حضرة الله عزّ وجل فرضت الصّلاة، فقد فرض الله تعالى في بادئ الأمر خمسين صلاة في اليوم، فلمّا نزل النبي محمّد حتّى وصل إلى سيدنا موسى عليه السّلام أمسكه، وأخبره أن يطلب من الله تعالى التخفيف على أمته، لأنّها لا تطيق ذلك، فعاد النبي إلى الله عزّ وجل، وطلب منه أن يخفّف الصلوات، وما زال كذلك حتّى أصبحت خمس صلوات بأجر خمسين صلاة.
شاهد أيضًا: اجمل موضوع تعبير عن ذكرى الإسراء والمعراج بالتشابيه والصور
بعد أن فرض الله الصّلاة على المسلمين عاد النبي محمّد برفقة جبريل عليه السّلام إلى الأرض، ثمّ انطلق عائدًا من المسجد الأقصى إلى بيته في مكّة، ولما بلغ فراشه وجد أنّ فراشه ما يزال دافئًا، وكأنّه لم يفارق فراشه طويلًا.
وفي اليوم التالي وبينما كان النبي جالسًا أتاه بو جهل فسأله إن كان قد أصابه شيء، فأجاب النبي نعم، فسأله أبو جهل وما هو؟ فأخبره النبي بأنّه قد أسري به إلى المسجد الأقصى، فسأله أبو جهل ذهبتَ وعدت؟ فقال النبي نعم، فقال له أبو جهل وهل يمكنك أن تقول هذا أمام قومك، فأجاب النبي بالموافقة.
فجمع أبو جهل القوم بغية تكذيب النبي، وذلك لأنّه لم يصدّق ما قاله النبي، إذ اعتبره أمرًا مستحيلًا متناسيًا معجزات النبي ونبوته، ولمّا قصّ النبي ما حصل للقوم ظهرت عليهم ملامح التكذيب، وقد كان منهم من ذهب إلى المسجد الأقصى، فراحوا يسألونه عن التّفاصيل.
ففي بادئ الأمر كان النبي يجيب، وعندما أصبحوا يسألونه عن أشياء لا يعرفها أظهرها الله له أمام عينيه وأصبح يصفها، فأقرّ القوم بأنّه قد أصاب النعت.
وهكذا فقد كانت معجزة الإسراء والمعراج معجزة لم تحصل من قبل لغير النبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام، إذ أراد الله من خلالها أن يواسي قلب نبيّه، وأن يعيد له العزم والقوّة ليسعى في سبيل نشر دين الإسلام، ورسالته.
تعتبر حادثة الإسراء والمعراج أكثر الأمور بحثًا في هذه الفترة، وحرصًا منّا على مصلحة القارئ في معرفة كلّ ما يتعلّق بهذه الحادثة سنرفق لكم ملفّ بحثٍ فيه كلّ ما يتعلّق بالإسراء والمعراج على شكل ملف pdf لتتمكنوا من الحصول عليه والاستفادة منه، للتحميل اضغط “هنا“.
تعتبر حادثة الإسراء والمعراج مزية من المزايا التي اختصّ بها محمّد، وفي المقال السابق بحث شامل عن هذه المعجزة، وسنرفقه لكم فيما يلي على شكل ملف doc لتتمكنوا من الحصول عليه والاستفادة منه، للتحميل اضغط “هنا“.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال بحث عن الإسراء والمعراج كامل التفاصيل جاهز للطباعة وقد وضعنا لكم من خلال هذا المقال أهم ما يتعلّق بحادثة الإسراء والمعراج تلك الحادثة التي لخّصت وبرهنت بصدق أنّ نصر الله تعالى آتٍ ولو بعد حين، وأنّ الله مع المنكسرة قلوبهم.