Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
قصة جحا والقمر الذي رافقه لوقت طويل، فجحا كعادته كثير المغامرات، يجد في كلّ أمرٍ مغامرة يبحر فيها ليخلص في نهاية المغامرة إلى نتيجة ما، والآن مغامرته لا تشبه غيرها من المغامرات، فمغامرته اليوم برفقة بطله القمر، حيث سيكون القمر رفيقه ورفيق أفكاره، إليكم قصة جحا مع القمر.
كان لجحا أرض يعتني بها ويحرثها ويزرعها، وكلّما رأى ثمار هذه الأرض كان يسعد جدًّا بما يراه، فأكثر منظر يمكن أن يسعده هو رؤية سنابل القمح الممتلئة.
كان جحا كلّما حلّ الصيف يبدأ بحصد المحصول، ثمّ يكوّم المحاصيل وبعد ذلك يقوم بحزمها في حبال، ثمّ عد ذلك ينقل القمح المجموع إلى الدّراسة في البيادر، وقد كان جحا أثناء جمع المحصول يقوم بالغناء، وإذا ما حلّ الليل سهر مع أصحابه على البيادر يتجاذبون أطراف الحديث والقصص.
حكايات جحا كثيرة لا تنتهي، إليكم: قصة جحا في المدرسة
في يومٍ من الأيّام وبينما جحا عائد من السهرة مع أصدقائه على البيادر كان ينظر إلى السّماء بحبّ ويغنّي، فأعاد النظر غير مرّة إلى السّماء، فتفاجأ أنّ القمر يمشي معه!
فأصبح جحا يسير ثمّ يتوقّف فجأة، ولكن تفاجأ أنّ القمر يقلّده تمامًا، فيمشي في لحظة مشي جحا، ويتوقّف في اللحظة التي يتوقّف بها، فقال جحا للقمر: هل أنت تلعب معي؟ ما رأيك في سباق إذًا؟ ثمّ انطلق جحا يركض وهو ينظر للسّماء، وبينما هو كذلك تعثّر ووقع، فقام مسرعًا وقال للقمر لم أرد أن تقع، فأنا لا أريد أن تقلّدني في هذا!.
أكثر شيء اشتهر به جحا هو الذّكاء، إليكم: قصة جحا والخاتم وذكاء جحا ودهاؤه
فقال جحا للقمر إنّك شجاع مثلي، فأنا قد وقعت، ولم يهمّني ذلك في شيء، ثمّ أكمل جحا النظر إلى القمر وهو يسير للخلف، وكان القمر يسير مثله، فقال له صديقه: برأيك من أقوى الشّمس أم القمر؟
فقال جحا: بالطّبع القمر! وهل هذا سؤال يسأل؟، فقال له صديقه لماذا القمر؟ فقال جحا: لأنّ القمر يطلع في اللّيل وقت العتمة فهو شجاع، أمّا الشّمس فهي تشرق وقت الضوء لأنّها جبانة!
كثيرة هي المواقف التي حصلت لجحا، إليكم: قصة جحا والجار البخيل
وأخذ يفكّر جحا فيما يتعلّق بسر القمر معه، وفجأة تذكّر ذلك الكلب الذي كان يسير معه، ففي يوم من الأيام كان هناك كلب يلحق جحا طوال الطّريق، فلمّا وصل إلى البيت لحق به الكلب أيضًا، وأصبح يلاطف جحا، فعلم جحا أنّه جائه، فأطعمه، واقترح عليه أن يبقى بصحبته ففرح الكلب، فقال جحا في قرارة نفسه: أيعقل أن يكون القمر جائعًا؟
وبينما يسير جحا في طريقه فإذا ببئرٍ وفيه دلو، فاتّجه إليه جحا ليشرب الماء، فلمّا انحنى وأرسل الدلو داخل البئر رأى قمرًا! فقال جحا: يا إلهي لقد وقع هذا القمر داخل الماء، وأصبح متجعّدًا أيضًا، لكنّني سأنقذه، فسحب جحا الدّلو وأصبح يرجع للخلف، وفي هذه اللحظة قد علق الدلو في حجر داخل البئر، أمّا عن جحا فيقول: لا تخف أيّها القمر سأنقذك.. كم أنت ثقيل!، ولكنّني سأنقذك اطمئن!
بينما جحا يشدّ الحبل ويرجع للخلف قطع الحبل فوقع الدّلو داخل البئر، ووقع جحا على رأسه ففقد وعيه، ولمّا استيقظ نظر إلى السّماء، فإذا بالقمر فوقه!
يا إلهي! الحمد لله! لقد تمكّنت من إنقاذ القمر من الغرق، وأنت يا قمر إيّاك أن تقترب من الماء مرّة أخرى، فلستُ موجودًا كلّ مرة لأنقذك.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال قصة جحا والقمر الذي رافقه لوقت طويل، وقد وضعنا من خلال هذا المقال قصّة جحا مع القمر الذي يلحقه ويقلّده، والذي أنقذه جحا من الغرق.