Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
قصة الكعبة بناء الكعبة المشرفة والاطوار التي مر بها، فالكعبة المشرّفة هي بيت الله الحرام الذي قدّسه الله تعالى، وجعله قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وسنضع لكم من خلال موقع كلمة قصّة بناء الكعبة المشرّفة بالتّفصيل.
لقد مرّ بناء الكعبة المشرّفة في مراحل متعدّدة، فبنيت خمس مرّات، وكان أولها على يد الملائكة، والثانية على يد إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام، والثالثة على يد قريس، والرابعة على يد عبد الله بن الزبير، والخامسة على يد الحجاج، وفيما يلي تفصيل لهذه المراحل بالتّفصيل.
الإسراء والمعراج إحدى أهم المعجزات التي حدثت للنبي، إليكم: تلخيص الاسراء والمعراج مناسبة لكل الاعمار
عندما خلق الله آدم عليه السّلام ردّ الملائكة عن هذا الأمر مستغربين، فقالوا لله جلّ في علاه أستخلق في هذه الأرض من يغضبك ونحن نطيعك ونسبّح لك؟ فظنّ الملائكة أنّ الله جلّ في علاه قد غضب منهم، فراحوا يطوفون حول العرش مستغفرين.
فلمّا رآهم الله تعالى وضع لهم تحت العرش البيت المعمور، ليطوفوا به، كما أمرهم أن يبنوا تحته بيتًا في الأرض ليطوّف الناس به كما يطوف الملائكة حول بيت الله المعمور في السّماء، فكان هذا أوّل بناء للكعبة المشرّفة على الأرض.
نبي من أنبياء الله جعل الله ولدًا من صلبه بعد أن كانت امرأته عاقرًا، إليكم: قصة سيدنا يحيى عليه السلام ابرز المحطات في حياته
ثمّ كان الأمر بالبناء الثّاني لبيت الله بأمرٍ من الله إلى سيّدنا إبراهيم عليه السّلام، حيث جاء إبراهيم وأخبر ابنه إسماعيل أنّ الله قد أمره بذلك، فوافق إسماعيل إبراهيم بطاعة الله، ثمّ سأله إبراهيم هل ستعينني في ذلك، فأجاب إسماعيل بنعم.
ثمّ أشار إبراهيم بيده إلى موقع البيت الذي أمره ربّه برفه قواعده، فكان في مكان تلة البيت المرتفعة.
وهنا قام كلّ من إبراهيم وإسماعيل برفع قواعد البيت الذي وضعت قواعده الملائكة، فكان إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني البيت، ولمّا ارتفع البيت أتى إسماعيل بحجرٍ أبيه ليتمكّن من إكمال البناء، وكانا طيلة هذا العمل يدعوان ربّهما بالقبول.
وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [1]
لم يرضَ الله لبيته الحرام إلّا بالحفظ والصّون دائمًا وأبدًا، إليكم: قصة أصحاب الفيل للاطفال وكيف حمى الله بيته من ابرهة
وفي عهد قريش عندما كان النبي محمّد شابًّا كانت هناك امرأة تبخّر الكعبة وتجمّرها، فإذا بشرارة تطير على الكعبة، فأشعلت حريقًا حرق ثوب الكعبة وحجارتها، فاقترح الوليد بن المغيرة أن يهدموا الكعبة ثمّ يعيدوا بناءها، ولكنّ الأمر أخاف أهل قريش.
فباشر الوليد بن المغيرة الأمر بنفسه، وقال: اللهمّ إنّنا لا نريد إلّا إصلاحها، ثمّ أعاد بناءها، ولكن نقص بعض المال لإتمام البناء، فأخرج حجر إسماعيل من البناء، ورفع بابها كي يتحكّموا بمن يدخل إليها.
وقد جاء في الحديث الشّريف عن هذا البناء: (إن قومك استقصروا من بنيان البيت، ولولا حداثة عهدهم بالشرك، أعدت ما تركوا منه، فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه، -فأراها قريبا من سبعة أذرع- ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقياً وغربياً، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟، قالت: قلت: لا، قال: تعززاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا، فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي، حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط) [2]
في عصر عبد الله بن الزبير غزا أهل الشّام مكّة، فاحترقت الكعبة المشرّفة إثر المعارك، فلم يقبل عبد الله بن الزبير إلّا أن يجدّد بناءها، وقد طمأن قلبه على هذا الفعل ما سمعه عن عائشة عن النبي أنّه قال: ولا أن الناس حديث عهدهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع، ولجعلت لها بابا يدخل الناس منه، وبابا يخرجون منه) [3]
وبالفعل باشر الزبير بالعمل، فحفر أوّلًا تحت البيت حتّى ظهرت الأسس التي وضعتها الملائكة، ثمّ جعل الناس شاهدين عليها، وأدخل الحجر ضمن البناء، وكان ارتفاعه في البداية ثمانية عشر ذراعًا، فوجد أنّه قصير، فعاد من جديد وأضاف عليه عشرة أذرع، ثمّ جعل لها بابين، باب يدخل منه الناس وباب يخرج منه الناس.
لما توفّي ابن الزبير أرسل الحجّاج إلى عبد الملك بن مروان ما قام به الزبير فيما يتعلّق بأمر الكعبة، فأجابه عبد الملك بأن يترك ما زاد عليها من طول، وأن يخرج الحجر منها كما كان آنفًا، وأن يسدّ الباب الثّاني لها، فامتثل الحجاج لأوامر عبد الملك بن مروان، فأصبح بناء الكعبة كما هو عليه الآن في يومنا هذا، وكما كان على عهد النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
وهكذا كان الحجاج آخر من بنى الكعبة البناء الذي نراه في يومنا هذا.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية قصة الكعبة بناء الكعبة المشرفة والاطوار التي مر بها، وقد وضعنا لكم من خلال المقال السّابق قصّة بناء الكعبة المشرّفة والمراحل التي مرّ بها هذا البناء.