Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
قصة الزير سالم والحرب التي استمرت اربعين عاما، هي قصّة من القصص التّاريخية التي نالت شهرةً واسعةً عبر الأيام، وقد حملت هذه القصّة الكثير من الدّماء ومصائب، وسنضع لكم من خلال موقع كلمة قصّة الزير سالم بالتفصيل.
قصّة الزير سالم هي إحدى القصص التاريخية التي حصل خلالها الكثير من المصائب والأهوال، وقد وقعت هذه القصّة بين أبناء العم، فراح حصيلتها الكثير من الأبطال والفوارس الشداد، وفيما يلي تفاصيل هذه القصّة.
في قديم الزّمان كان هناك أخوان أحدهما يدعى ربيعة وهو ملك من ملوك العربان، والآخر يدعى مرّة وكان أيضًا أميرًا وأحد الأعيان، وكانا يعيشان في أطراف بلاد الشّام، ويحكمان قبيلتي بكر وتغلب.
كان لكلّ منهما أولاد، فكان لربيعة عدّة أولاد منهم كليب وسالم الذي كان يلقّب بالزير وغيرهم، وكان له ابنة واحدة جميلة الخَلق والخُلق تدعى ضباع.
وكان لمرّة عددًا من الأبناء أيضًا، ومن بينهم جسّاس وهمّام، وكان أيضًا يملك ابنةً جميلة تدعى الجليلة.
حبّ النبي وابنه بالتّبنّي، إليكم: قصة زيد بن حارثة وتبني النبي محمد عليه السلام له
بدأت القصّة عندما قام ربيعة بغارةٍ على الملك الكندي، وانتصر عليه فيها، فاستعان الأخير بالتّبّع اليماني ليخلّصه من ربيعة، فاستجاب التّبّع، وأرسل جيشًا تمكّن من أسر ربيعة ثمّ قام بقتله، وهنا أورث هذا الأمر ثأرًا لأبناء ربيعة، ومنهم الزير سالم.
ومع مرور الأيام كبر كليب أخ الزير سالم، وكان يحبّ ابنة عمّه الجليلة حبًّا كبيرًا، لكنّ والدها قرّر أن يزوّجها للتّبّع اليماني، وذلك لما أبذله لقبيلتها من صناديق مملوءة بالذّهب، ولمّا علم كليب ذلك الأمر أعدّ بعض الشّباب ثمّ اختبأوا في الصّناديق التي تقل متاع العروس، وبعد أن وصلوا إلى القصر وحلّ اللّيل، خرجوا من هذه الصّناديق وقتلوا الملك، وهنا كان الزير سالم ما يزال صغيرًا.
عبد من عباد الله المخلصين ابتلاه وأعانه على بلواه، إليكم: قصة جريج العابد والمكر الذي حيك له وكيف نجاه الله منه
فعاد كليب إلى قبيلته برفقة الجليلة، ثمّ تزوّج منها، لكنّ أخاها جسّاس كان يشعر بغيظٍ كبير تجاه كليب بسبب تسلّطه الكبير وسطوته التي لم تعد تحتمل.
وفي يومٍ من الأيام تركت البسوس خالة جسّاس ناقتها لديه لترعى مع إبل جسّاس، وبنما هي بين الناقات الأخرى رآها كليب، وقد كان لا يسمه بالرعي إلّا لأنسبائه، فوجّه سهمه إليها وأطلقه! فأرداها قتيلة!
فغضبت البسوس جدًّا، وخاصّةً لما يحمله التّعدّي على أملاك الضّيف من ذلّ وعار، فهدّأها جسّاس، وأخبرها أنّه سيقتل بدلًا عنها علالًا، وكان هذا هو الفحل بين إبل كليب، فأصبح جسّاس يترصّد لكليب.
عندنا يحبّ الله عبده يردّه إليه، إليكم: قصة توبة مالك بن دينار ومعنى التنين الذي راه في نومه
وهكذا ازداد غيظ جسّاس يومًا بعد يوم من كليب وأفعاله، حتّى لم يعد يحتمل سطوته، وفي يومٍ من الأيام كان هناك مجموعة من النساء قد خرجن لموارد الماء، فقام كليب بمنعهن عنها، وكان كل من جسّاس وعمرو بن الحارث مرافقًا لهؤلاء النساء، فتلاسنا في الحديث مع كليب، وذكّره جسّاس بناقة البسوس، وهنا ثارت الحمية داخل جسّاس، ثمّ انقضّ على كليب وطعنه.
وبينما كان كليب يطلب من جسّاس الماء ليشربه فإذا بعمرو بن الحارث ينقضّ عليه فينهي حياته، وعندما شاهد جسّاس أنّ ربيعة قد مات علم أنّ الحرب على الأبواب، وأن النار ستشتعل ولن يخمدها شيء، فذهب مسرعًا إلى أهله يخبرهم ما حصل، وهنا سارع الناس لإخبار همام والزير سالم.
ذهب الزير سالم ودفن أخيه، وراح يرثيه سنينًا طويلة، حتّى طنّ الناس أنّه قد نسي الثّأر، وهنا أمن مرّة على نفسه وعلى أبنائه من الثّأر، وهنا استشاط الزير غضبًا، فراح يعدّ العدّة ليأخذ ثأر أخيه، وجمع الفرسان من حوله، ثمّ شمّر عن يديه، وأطلق شعره، وأقسم ألا يذوق الخمر، ولا يدهن بدهن، ولا يشمّ عطرًا حتّى يأخذ بالثّأر.
فخاضت القبيلتان الكثير من الحروب التي عانى ما عاناه الناس من بأسها ومصائبها، وخلّفت هذه الحروب مصائبًا وويلات لا تعدّ ولا تحصى، ودامت لمدّة أربعين عامًا تارة تشتعل وتارة أخرى تنطفئ وتهمد!
وأبرز الحروب التي خاضوها: يوم الذّئاب وقد وقتل في هذا اليوم همام بن مرّة، ويوم الواردات، ويوم عنيزة، ويوم القصيبات، ويوم تحلاق اللّمم.
وهكذا امتدّت الحرب مدّة طويلة لم يستطع أحد إيقافها بالرّغم من تدخّل القبائل الأحرى في محاولةٍ لإيقاف هذه الحرب والحدّ منها.
لقد بلغ الزير سالم من العمر مبلغًا لا يمكّنه من التّحكّم بالفرسان، عدا عن تعب القبائل من تلك الحروب التي خاضتها على مدار السّنين الماضية، فلجأت هذه القبائل للصّلح، لكنّ الزير سالم نقضه وأغار على قيس بن ثعلبة، فقبض عليه عمرو بن مالك فأسره وأحسن إليه، ولم يزل كذلك إلى أن سمعه يقرأ شعرًا بابنته مرّة، فأقسم ألّا يسقيه الماء حتّى يرد الخضير، والخضير هو ذلك البعير الذي لا يرد الماء إلّا بعد سبعة أيّام، ولم يأتِ هذا اليوم إلّا وقد هلك الزير سالم وفقد حياته.
ويقال أيضًا أنّه قتل على يد العبيد اللذين كانا قد وضعا لخدمته، وبذلك انتهت حياته التي عاشها وهو يبحث عن الثّأر.
أمّا جسّاس فقد كانت نهايته على يد الهجرس، وكان الهجرس ابن كليب وزوجته الجليلة، حيث لم تمنعه صلة الدّم والقرابة التي تصله بجسّاس من قتله، بل طغى على هذا النسب العقل القبلي الذي يدعو إلى الثّأر، وبهذا قتل خاله ثأرًا لأبيه.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال قصة الزير سالم والحرب التي استمرت اربعين عاما، وقد وضعنا لكم من خلال المقال السّابق قصّة الزير سالم بجميع تفاصيلها.