قصة الحجر الأسود في الكعبة وهل هو من حجارة الجنة؟

قصة الحجر الأسود في الكعبة وهل هو من حجارة الجنة؟، فالحجر الأسود هو ذاك الذي يقع في الركن الجنوبي من الكعبة المشرّفة، وسنضع لكم من خلال موقع كلمة قصّة هذا الحجر ومصدره وكلّ ما يتعلّق به.

قصة الحجر الأسود في الكعبة

إنّ الحجر الأسود هو أحد المعالم الدّينية التي أنزلها الله تعالى على هذه الأرض، وهو كغيره من الأمور تعرّض بين حينٍ والآخر إلى بعض الأمور، وفيما يلي حديث عن الحجر الأسود وحقيقته وما حدث به.

نبي من أنبياء الله أرسله الله تعالى إلى عزيز مصر، إليكم: ملخص قصه نبينا يوسف ويعقوب عليهما السلام كاملة

اصل الحجر الأسود

إنّ الحجر الأسود هو الحجر الموجود في ركن الكعبة، وأصل هذا الحجر قد أنزله الله تعالى من الجنّة عندما كان إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام يبنيان الكعبة المشرّفة.

وقد كان هذا الحجر أبيض اللّون عندما أنزله الله تعالى، فعن ابن عباس: (الحَجَرُ الأسودُ من الجنةِ وكان أشدَّ بياضًا من الثلجِ حتى سوَّدَتْهُ خطايا أهلِ الشركِ).[1]
ويقع هذا الحجر في الركن الجنوبي من الكعبة المشرّفة

بناء الكعبة ووضع النبي للحجر الأسود

لقد كان البناء للكعبة المشرّفة في المرّة الأولى على يد إبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام، وفي عهد قريش تصدّعت الكعبة، فقرّرت قريش أن تعيد بناءها، وبالفعل قاموا بهدم الكعبة وأعادوا بناءها، ولمّا فرغوا من البناء بقي لهم وضع الحجر الأسود، فكادوا يقتتلون فيما بينهم على من يضع هذا الحجر.

فأشار بعض الحاضرين بأن يحكّموا أوّل من يخرج عليهم، فوافق الجميع، وكان النبي هو الذي خرج عليهم، فأشار لهم بأن يرفهوا الحجر الأسود في قطعة قماش، وأن تمسك هذه القماشة جميع زعماء القبائل، وبذا يتشاركون جميعهم في وضعه، فوافقوا على ذلك، ورفعوا الحجر، ثمّ وضعه بيديه الشّريفتين.

لم تتوقّف رسالات الله إلى عباده على هذه الأرض أبدًا ليوضّح لهم سبل الصّلاح، إليكم: قصه سيدنا موسى والخضر ورحلة البحث عن العلم والمعرفة

سرقة الحجر الأسود

إنّ الحجر الأسود هو حجر من الجنّة، وقد شغل قلوب جميع العرب، وبلغ مبلغًا عظيمًا من أنفسهم، وكان جميع العرب يتنافسون ليخدموا البيت، ولكن البيت كان في ولاية قريش، وهذا الأمر قد أشعل الغيرة في قلوب بعض القبائل.

فأرادت قبيلة إياد أن تكيد بقريش، فسرقوا الحجر الأسود، ونقلوه على ناقة إلى خارج مكّة، ولكن هذه الناقة ما إن وصلت إلى حدود مكّة حتى بركت أرضًا، ولم تعد تستطع الحراك، فقاموا بدفن الحجر الأسود على حدود مكة.

وشاهدت هذا المشهد امرأة من بني خزاعة، فأخبرت الأخيرة قومها بما حصل، ولمّا بلغ أمر سرقة الحجر لقريش اشتدّ غيظها، فساومت قبيلة خزاعة قبيلة قريش، بأنّهم يمكنهم أن يخبروهم مكان الحجر الأسود لكن بشرط أن يأخذوا ولاية البيت، فوافقت قريش على ذلك.

وبقي البيت في عهدة خزاعة إلى أن جاء قصي بن كلاب جد النبي الخامس الذي أعاد ولاية البيت إلى قريش.

للنبي محمد كثير من المعجزات منها: تلخيص الاسراء والمعراج مناسبة لكل الاعمار

القرامطة والحجر الأسود

ثمّ ظهرت في القرن الثالث الهجري فرقة من الفرق الباطنية هم القرامطة، وقد اشتهروا بسفك الدّماء، سيّما دماء الحجاج الذين استباحوهم، فكانت لهم مواقع دامية معهم، فقتلوا حجاج الشام وهم يتّجهون إلى مكة، ولم يتوقّف الأمر هنا فقط، بل اقتحموا مكّة وقتلوا الحجّاج فيها، وتجرّؤوا على سرقة الحجر الأسود.

ثمّ قاموا بنفله على ناقاتهم التي كانت تتهالك شيئًا فشيئَا، حتّى وصلوا به أخيرًا إلى عاصمتهم، وبقي معهم مدّة اثنتين وعشرين سنة، وقد بذل العرب الكثير من الجهود لاستعادته لكنّها باءت بالفشل جميعها لشدّة بأسهم.

وقد كان يدّعي زعيم القرامطة أنّهم أخذوا الحجر بأمرٍ من الله وسيعيدونه لأمره أيضًا، وقد كان كاذبًا في ذلك، ثمّ أعادوا الحجر أخيرًا على جملٍ واحدٍ لم يصب ببأس وأذى.

الحجر الأسود وهارون الرشيد

بعد ما فعله القرامطة أصبح المسلمون يخافون على الحجر الأسود من السّرقة مرّة أخرى، فأمر هارون الرشيد بنقب الحجارة التي تحيط بالحجر الأسود بالماس، ثمّ صبّت الفضّة حول الحجر الأسود لحمايته، وما زال إلى يومنا هذا بهذا الشّكل.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال قصة الحجر الأسود في الكعبة وهل هو من حجارة الجنة؟، وقد وضعنا لكم من خلال المقال السّابق قصّة الحجر الأسود بالتّفصيل.

المراجع

• [1]  جاء في: مسند أحمد، عن: أحمد شاكر، الراوي: عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2795، حكمه: صحيح.